أساليب تحديد الاحتياج التدريبي

الأساليب هي: الطرق والأدوات التي يستخدمها الباحث أو منسق التدريب في حصر ودراسة وتحديد الاحتياج التدريبي، وأشهر الأساليب التي يذكرها الباحثون أربعة أساليب هي(العساف1427هـ، الشامي1427هـ، الغامدي1426هـ):

(1) الملاحظة المباشرة:
تعني الملاحظة: انتباه الباحث الموجَّه والمقصود نحو سلوك فردي أو جماعي معيَّن بقصد متابعة ورصد تغيراته ليتمكن الباحث من وصف السلوك وتحليله وصولاً إلى تحديد الاحتياجات التدريبية، وتتميز الملاحظة بكونها تفيد بجمع معلومات لا يمكن اكتشافها بالوسائل الأخرى كالمقابلات والاستبانات، لكونها استُنتِجَت من سلوك طبيعي غير متكلَّف، كما تتميز الملاحظة بكمية المعلومات التي يحصل عليها الباحث، بخلاف الاستبانة مثلاً لأن المجيب يورد المعلومات التي طلبها الباحث فقط، ويشترط للملاحظة الشروط التالية:

1. أن يكون لها هدف بحثي مسبق.
2. أن يكون لها خطة منظمة.
3. أن تسجل الملاحظة بدقة.
4. أن تخضع لمراجعة وضوابط تكفل الثقة بنتائجها.

وعيب هذا الأسلوب: صعوبة تقنينه وضبطه، إذ غالباً ما تخضع الملاحظة لرؤية واتجاهات مَن يقوم بها "منسق التدريب"، كما أنَّ من عيوب أسلوب الملاحظة أنها تحتاج إلى وقت طويل.

(2) ورش العمل:
لقاء يضم مجموعة من العاملين في المنظمة يقودهم أحد الخبراء، لمناقشة الاحتياج التدريبي للمنظمة ككل أو بعض إداراتها. ويساعد هذا الأسلوب على اكتشاف بعض الجوانب التي ربما يغفل عنها منسق التدريب، أو لا يتعرض لها من خلال الأساليب الأخرى.

(3) الاستبانات:
تعتبر الاستبانة أكثر الأساليب استخداماً،ويشترط لاستخدامها عدد من الشروط، منها:

1. المحافظة على سرية البيانات.
2. إعطاء ضمانات لمن يجيب عليها أنها لن تستخدم إلا للهدف العلمي فقط.
3. وضوح أسئلتها وترتيبها المنطقي، ومراعاة الاختصار في فقراتها.
4. توضيح طريقة الإجابة على أسئلة الاستبانة.
5. مراعاة الأصول العلمية من حيث: اللغة، والصدق والثبات، وطريقة تبويب وتفريغ المعلومات، وطريقة تحليل المعلومات، وطريقة توزيع الاستبانة.

وتتميز الاستبانة بقلة تكلفتها، وتغطيتها لأكبر عدد ممكن من مجتمع البحث، ومع هذا فلها عدد من العيوب من أهمها: عدم جدية الفرد أحيانا في الإجابة على الأسئلة مما سيؤدي إلى نتائج خاطئة.

(4) المقابلات:
المقابلة طريقة لجمع المعلومات تتميز بقدرتها على جمع معلومات لا يمكن الحصول عليها إلا بهذا الأسلوب، إما لأن الناس يتحرجون من كتابة بعض الأشياء لكنهم لا يمانعون في الحديث عنها، وإما لأن المقابِل يستشف من اللغة التعبيرية لمن يقابله أموراً لا يتعرف عليها من خلال الاستبانة، كما أن المقابلة تمنح مرونة أكبر لمنسق التدريب في طرح أسئلة قد تستجد أثناء إجراء هذا الأسلوب.
وعيب المقابلة الرئيس أنها تأخذ الكثير من الوقت والجهد، وبالتالي فإن تكلفتها عالية جداً مقارنة بالاستبانة، كما أن من عيوبها: صعوبة التنسيق لها خاصةً إذا كان منسق التدريب أو الباحث يرغب في مقابلة موظفي الإدارات العليا.
ولكي تكون المقابلة أسلوباً علمياً مقبولاً فلابد أن يستعد لها الباحث استعداداً جيداً ويخطط لها قبل إجراءها، ومن ذلك: تحديد أهداف المقابلة، وخطة لتسلسل الحديث، ومسودة للأسئلة المقترحة، وعرض ذلك كله على عدد من المتخصصين.

==========
* المقال في الأصل جزء من البحث التكميلي لنيل درجة الماجستير في الإدارة التربوية من جامعة الإمام.

المراجع:

• الشامي، رفعت عبدالحميد (1427هـ). موسوعة العلم والفن في التعليم والتدريب منهج نظري ودليل عملي. الرياض: دار قرطبة.
• العساف، صالح حمد ( 1427هـ). المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية. ط4 الرياض: مكتبة العبيكان.
• الغامدي، رحمة بنت محمد العيفان (1426هـ). الاحتياجات التدريبية لمديرات ووكيلات مدارس التعليم العام الحكومي بإدارة التربية والتعليم بمنطقة الباحة من وجهة نظرهن. بحث تكميلي غير منشور لنيل درجة الماجستير من قسم الإدارة التربوية والتخطيط، كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة.