نظريات القيادة (6)
مع أن دراسة "جون ماينر" لم تلق اهتماماً كبيراً من الباحثين إلا أنها من الدراسات المتميزة في بابها، وهي تحدِّد أربعة أنماط أساسية من المديرين: "العصامي" و"الجماهيري" و"الإداري" و"الإبداعي"، وتفترض إمكانية وجود أنماط مركبة من الأنماط الأساسية، كما تفترض إمكانية تغير نمط المدير من فترة لأخرى سواء كان هذا التغير مقصوداً أم لا، وتوضح النظرية نقاط القوة والضعف في كل نمط والتي ينبني عليها مجموعة من النصائح التي على صاحب النمط أن يعيها ليشق طريقه إلى النجاح، وتدعو النظرية إلى تكامل هذه الأنماط في بعض المواقف، كما تؤكد على أنَّ مِن الناس من لا يناسب للعمل الإداري إطلاقاً(ماينر1997م).قبل الشروع في النظرية أرجو اختبار نمطك القيادي من خلال الأداة التالية:
تنظر الدراسة إلى القائد من أربعة أبعاد، كل بعدين متقابلين: بُعد العلاقات والإنتاج، وبعد الإبداع والمنطق، وتجمع بينها في شبكة متكاملة وفق النموذج التالي:نموذج نظرية جون ماينر - إبراهيم الخميس
- فالإنسان عندما يغلب عليه جانب المخ الأيمن ستكون لديه ملكات الإبداع والابتكار، فإذا اجتمع مع ذلك اهتمامه بالإنتاج فسيقود الناس بأفكاره، وهذا هو( الإبداعي)، أما إذا كان لديه اهتمام بالعلاقات فسيقود الناس بخطبه الرنانة وعلاقاته المتينة وشخصيته الآسرة وهذا هو (الجماهيري).
- أما إذا كان الغالب عند الإنسان جانب المخ الأيسر ستتكون لديه ملكات التنظيم والمثابرة، فإذا اجتمع مع ذلك حب للإنتاج فسيقود الناس بترتيبه وخططه ومثابرته واستمراره في العمل وهذا هو (العصامي)، أما إذا كان لدى المُنَظَّم اهتمام بالعلاقات فستكون لديه رؤية واضحة للمناصب الإدارية وقدرة على كسب الجميع، وهو المؤهل ليعتلي أعلى المناصب الإدارية وهذا هو (الإداري).
- الإنسان المحب للعمل والإنتاج نسميه عملي، فإذا كان مبدعا صاحب ابتكارات وأفكار وذهن وقاد فسيُلزِم الجميع بالاستماع إليه واتباعه (الإبداعي)، وقد لا يكون كذلك، لكنه يتميز بقدرة عالية على التنظيم والتخطيط وسيكون حينها أفضل شخص لوظيفة المدير التنفيذي (العصامي).
- صاحب العلاقات منصبه مندوب تسويق أو أخصائي علاقات عامة، لكن إن كان مبدعاً فسيستثمر علاقاته ليكون قائداً جماهيرياً يجبر الجميع على محبته واتباعه (الجماهيري)، أما إن كان منطقياً فهو إذن قادر على تطوير مهاراته والتخطيط لمستقبله بشكل متقن، وهو أهل للمناصب العليا خاصة في المنظمات البيرقراطية(الإداري).
- يتضح من النموذج أن أبعد الأنماط عن الإبداعي هو الإداري فالأول فوضوي والآخر منظم، وأبعد الأنماط عن العصامي هو الجماهيري فالأول عينه على العمل والآخر همه العلاقات.. ومع هذا فلا غنى لأحدهم عن الآخر.
مميزات العصامي:
تتميز شخصية العصامي بمميزات من أهمها:
تُنصَح هذه الشخصية بمجموعة من النصائح من أهمها:
وللحديث صلة..
=========
المراجع:
تتميز شخصية العصامي بمميزات من أهمها:
- الانغماس في العمل: فالعصاميون يكرسون وقتهم للعمل، وعيبهم أنهم يكرهون الكسالى ويدخلون في صراعات معهم، وفي أحيان كثيرة ينشغلون في أعمالهم على حساب واجباتهم الأسرية.
- حب التخطيط: يجيد العصامي التخطيط وتقسيم العمل إلى مراحل، يتابع كل مرحلة منها بحماس، وقدرته على إنجاز المهام طويلة الأجل أفضل من إنجاز المهام قصيرة الأجل.
- الثقة بالنفس: يثق العصامي بقدرته على تحقيق طموحاته وإدارة مستقبله ومستقبل منظمته، على عكس مَن يعتقد أن الآخرين يتحكمون في مستقبله.
- قوة الشخصية: يتصرف باستقلالية وثقة بالنفس، ويهتم بكفاءة العاملين أكثر من اهتمامه بمشاعرهم، مما يسبب له مشاكل داخل العمل مع الزملاء.
- المركزية: يصر العصامي على معرفة كل صغيرة وكبيرة تحدث في منظمته، ويميل إلى التسلط، ونادرا ما يشرك الآخرين في اتخاذ القرار.
- الانتماء للمنظمة: أهم شيء في حياة العصامي هو منظمته، فهو يقرن نجاحه بنجاحها، ويدمج مستقبله بمستقبلها، وهو شديد القلق والمتابعة لموقف منظمته المالي، ويطالب مديري الأقسام بتقارير عن كل صغيرة وكبيرة.
تُنصَح هذه الشخصية بمجموعة من النصائح من أهمها:
- تَسيَّد الساحة: بيئة العمل المثالية للعصامي هي تلك التي تخلو من الشركاء، كي لايدخل في صراعات لذا ينصح بأن يدير مؤسسته الخاصة، أو شركة عائلته ليعوِّض إهماله لأسرته.
- التركيز على نقطة البداية: العصامي يبدأ عمله من أي نقطه في حياته، وربما يترك دراسته من أجل العمل، فالعمل هو المهم عنده، ولأنه محب للعمل فهو يقبل بأي عمل يوكل إليه مما يسبب له التشتت في النهاية، لذا يُنصَح العصامي بتركيز جهوده في مجال محدد كي ينجح، فشرط النجاح الوحيد للعصامي هو عدم تشتيت الجهود.
- البعد عن البيع والتخصصات الأكاديمية: بعد فترة معينة من تحقيق النجاح على العصامي أن يبتعد عن وظيفتين هما: البيع، والوظائف المهنية (طب،هندسة، تعليم..) وعليه أن يركز جهده في الإدارة التنفيذية لأنها المجال الذي يستطيع من خلاله تحقيق طموحاته.
- تَصيَّد الأزمات: لا أحد ينجح في "إدارة الأزمات" كالعصامي، لأنه يدير الأزمة شخصياً، ويخلق لدى مساعديه شعوراً حقيقياً بالمسؤولية.
- دراسة التخطيط الاستراتيجي: العصامي مخطِّط استراتيجي بالفطرة، وعادة مايشوب شخصيته نوع من الاندفاع نحو الهدف، لذا يُنصح بأن يتسلح بالتخطيط الاستراتيجي ويدرسه كي لا يتحول اندفاعه إلى تهور.
- المراجعة المستمرة: يحتاج العصامي إلى تقييم مستمر لمواقفه ومشروعه، ولكن عليه أن يعرف متى يعدِّل استراتيجياته طبقاً لتطور موقف منظمته.
- التحلي بالمرونة: لا يمكن أن يُنصَح العصامي بتجنب الصراع، لأنه يفكِّر ويعمل بصورة أسرع من المحيطين به مما يؤدي إلى الصراع، لكن ينصح العصامي بامتلاك مهارات الاتصال وإدارة الصراع لتهيئة بيئة عمل أكثر هدوءاً.
- طلب العون: العصامي يناسب لإدارة المنظمات الصغيرة، وعندما تكبر المنظمة التي يديرها تصبح المهام الملقاة على عاتقه أكبر من قدراته، وحينها عليه أن يطلب العون من شخصية إدارية أخرى.
وللحديث صلة..
=========
المراجع:
- ماينر، جون (1997م). أربع شخصيات إدارية وخمس طرق للنجاح. خلاصات، 5 (10)، 1-8.
موضوع مشوق
ردحذفما كملته الله يعينك!
موضوع مشوق
ردحذفما كملته الله يعينك!