أعمام أبنائي وبناتي وعماتهم غير ملتزمين وعليهم مخالفات تصل أحياناً إلى الكبائر وأنا ووالدهم ولله الحمد امتن الله علينا بالإلتزام والتمسك بالدين
والآن أولادي كبروا ووصلو لمرحلة المراهقة وبدأوا يتعلقون ببيئة أهل والدهم على الرغم من ان ابني الكبير عمره 16 حافظ للقرآن وبنتي 14 على وشك لم يبقى لها الا 5 أجزاء ..
لكن أشعر منهم نفور وتأفف وضيق عجيب من حياتنا
ولا يقر لهم قرار الا بالالتصاق بأهل والدهم
أهلي أنا في مدينة أخرى وليس لهم متنفس غير بيت أهلهم
برأيك كيف التعامل معهم
جزاك الله خيرا
الإجابة:
والآن أولادي كبروا ووصلو لمرحلة المراهقة وبدأوا يتعلقون ببيئة أهل والدهم على الرغم من ان ابني الكبير عمره 16 حافظ للقرآن وبنتي 14 على وشك لم يبقى لها الا 5 أجزاء ..
لكن أشعر منهم نفور وتأفف وضيق عجيب من حياتنا
ولا يقر لهم قرار الا بالالتصاق بأهل والدهم
أهلي أنا في مدينة أخرى وليس لهم متنفس غير بيت أهلهم
برأيك كيف التعامل معهم
جزاك الله خيرا
الإجابة:
في هذا السؤال نلاحظ أن الأولاد على استقامة (ظاهرة) تلحظ من خلال سلوكهم .. ولكن الأخت غير متأكدة من غرس قيم الصلاح والتقوى فيهم بدليل تأففهم من ممارساتهم السلوكية في بيئة الوالدين وحبهم لبيئة أخرى غير ملتزمة بتعاليم الإسلام..
أحيانا يمارس الولد سلوكيات عن غير قناعة تامة وإنما من خلال ظروف بيئية تلزمه بذلك، ومن أبرز هذه الظروف البيئية استخدام الوالدين للسلطة مع الولد دون أن يهتموا كثيرا بتعزيز قناعاته وقيمه التي يرغب الوالدين بغرسها.. حتى يصل الولد لمرحلة المراهقة فيبدأ بالتذمر.. وإبداء آراء كان لايستطيع البوح بها..
أمر آخر ..
أحيانا وجود الولد في بيئة مستقيمة (أم وأب صالحين) يكفي لنشوء ولد مستقيم (ظاهرا) ويعتقد الوالدان في مثل هذه الحالة أن ابنهما مستقيم (ظاهرا وباطنا) فيتعاملان معه وفقا لظاهره وينسيان أمر الباطن (القيم والقناعات) حتى يصل الولد لمرحلة يكون فيها قادرا على مخالفة التيار ويتحين الفرصة لإعلان ذلك..
وسواء كان السبب هذا أو ذاك .. فما الحل لمشكلة الأخت الآن؟
سأجيب هنا - مستعينا بالله - إجابة مقتضبة قدر الإمكان:
1) على الأخت أن تعنى هي وزوجها بالاستيعاب العاطفي الكبير للأولاد حتى يتجاوزون سن المراهقة بسلام.. فالولد تجتذبه بيئتان وربما وجد من البيئة السيئة ترحيبا واهتماما كبيرين يجعلانه يميل إليها أكثر.. إضافة إلى ما يتاح له في تلك البيئة من ممارسات سلوكية ممنوعة عليه في بيت والديه.. فإذا نجح الوالدان باحتواء الأولاد عاطفيا .. فسيساعد هذا على تخفيف المشكلة بشكل كبير..
ولانعني بالاحتواء العاطفي التدليل أو تحقيق مطالب الأبناء.. وإنما المقصود أن نحبهم ليحبونا.. ولأوضح طريقة الاحتواء أقول اجعلي شعورك وتعاملك مع ولدك المراهق كتعاملك مع أصغر أطفالك .. أي اجعليه محور اهتمام لديك..
جرت العادة أن أهل البيت (الزوجين والأولاد أيضا) إذا جلسوا مع بعضهم تتركز أنظارهم إلى الطفل الصغير صاحب السنة أو السنتين.. فهل من الممكن أن نجلس مع أبنائنا المراهقين ونجعلهم محور اهتمام الجميع ولو لجلسات معدودة؟!
2) أنصح الأخت أن تفتح صفحات حوار هادئ مع أولادها تستمع لهم فيها أكثر مما تحدثهم .. وعندما يحدثها الابن أو البنت تجعل تركيزها منصبا على محاولة فهم الولد وطريقة تفكيره .
3) لنحاول أن نوجد لأولادنا بيئة محافظة ومنفتحة في نفس الوقت ..
الانترنت يمكن أن نتيحها للأولاد بشرط أن تكون مفلترة وبمكان عام، وتوجد عدد من وسائل الاعلام المحافظة تساعدنا في كسب أولادنا لبيئتنا المحافظة ..
التنزه والرحلات العائلية لنكثر منها.
4) في فترة المراهقة يبحث الأولاد عن بيئة خارجية تشعرهم في الاستقلال وذلك بسبب إحساسهم أنهم كبروا وهم بحاجة إلى تكوين علاقة خارجية (أصدقاء) بعيدا عن وصاية الوالدين، وهي مرحلة خطيرة على الوالدين أن يساعدوا الولد في تكوين العلاقات الجديدة بشكل غير مباشر وبدون فرض وصاية، وحتى هذه العلاقة ينبغي أن تكون منضبطة وتحت إشراف الوالدين البعيد نسبيا.
وعموما إذا كانت الأم قريبة عاطفيا من أولادها وتجيد فن الحوار فإنها ستستلم يوميا تقارير كاملة عما حدث بعيدا عن نظرها.
أرجو أن يكون في هذه الكلمات ما يفيد الأخت، وأحيلها إلى سلسلة مقالات في هذه المدونة بعنوان:
(كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية؟)
أسأل الله تعالى أن يقر عينها وعيوننا بصلاح أولادنا..
======
(*) ضمن لقاء تربوي في منتديات (إدارة تعليم البنات بمحافظة المذنب)
شكر الله لك المرور والتعليق..
ردحذف