الطريق إلى نادي الهوايات الصيفي(*)
يُعدّ نادي الهوايات الصيفي تجربة إبداعية وجريئة، لذا يتردد الكثير من مشرفي الأندية الصيفية بخوض غمار هذه التجربة!!..والحق أن التحول إليها يتطلب جهداً متواصلاً ودراسة متأنية، لأن لكل ناد صيفي ظروف تلائمه، وإمكانيات تحكمه..
أما إذا كان المقصود هو تحوير الفكرة لتناسب البنات فإن المهمة تكون أشق.
في الأسطر التالية سأحاول أن ألقي الضوء على الخطوات العملية اللازمة لننتقل إلى نادي الهوايات الصيفي(للبنين أو البنات):
* الخطوة الأولى:
بادئ ذي بدء لابد من قناعة إدارة النادي بأهمية دراسة الفكرة على الأقل، والنظر في إمكانية تطبيقها ولو بصورة جزئية..في أحيان كثيرة توجد في إدارة النادي العديد من الطاقات الشابة التي ترغب بالتجديد، والتطوير.. لكنها تعمل ضمن فريق قد لايستوعب الإبداع أو لايحتمل نقلته السريعة!!.. مما يزيد العبء على تلك الطاقات المبدعة..
ولكي ننقل فريقنا نقلة إبداعية لابد أن نعلم أن وحدة الصف والانطلاق بروح الفريق أولى من أي نقلات تجديدية! .. (في زماننا باتت القدرة على العمل ضمن فريق شرطاً ضرورياً للإنجازات العملاقة، وبات من الواجب على كل واحد منا أن يشذب في شخصيته كل الزوائد التي تمنعه من الاندماج والالتحام بالآخرين!) [د.عبدالكريم بكار-256بصيرة في الشخصية..] وعليه فلابد من إتقان فن الحوار ومهارات الإقناع، وإطالة النَّفَس لإعطاء وقت كاف لطاقم الفريق باستيعاب الفكرة وإدراك أهميتها أو أهمية دراستها على الأقل.. كما أن على إدارة النادي استيعاب الاقتراحات التي تأتيها من أعضاء الفريق ، وإذا رأت أن اقترحاً قُدِّم لها من العيار الثقيل كالاقتراح الذي نحن بصدده فعليها أن تُكلِّف صاحب الاقترح برئاسة لجنة لدراسة اقتراحه! لتكون بذلك على مشارف الخطوة الثانية.
* الخطوة الثانية:
تكليف لجنة من داخل النادي لدراسة الفكرة وإمكانية تطبيقها ولو جزئياً. والحديث حول هذه الخطوة يطول، ولعلي أَبْسط الحديث عنها في حلقة قادمة إن شاء الله.. كل ما أستطيع أن أقوله الآن: أنَّ على اللجنة الاطلاع على التجربة من خلال قراءة متأنية لكتاب (نادي الهوايات الصيفي) وزيارة الأندية التي بدأت بالفعل بخوض التجربة، ثم تقويمها بعد ذلك.. فإذا رأت أنها مناسبة وقابلة للتطبيق ، تتنتقل اللجنة إلى المرحلة الثانية وهي دراسة تطبيق الفكرة وتحويرها وفق رؤيتها بناء على الدراسة السابقة وعلى إدراكها لواقعها..
هناك الكثير من النقاط التي تحتاج إلى حسم: المنتديات وعددها وأقسامها ، الوظائف، آليات التقييم، صالة الملتقى، الهيكل الإداري… إلخ، وقد تحتاج في هذه المرحلة إلى ممارسة العديد من الأساليب كحلق النقاش المطولة والاستبانات والاستضافات واستشارة أهل الخبرة..بعد الانتهاء من هذه القضايا واكتمال دراسة الفكرة يكون قد آن الأوان للخطوة الثالثة.
* الخطوة الثالثة:
اللجنة المكلَّفة استوعَبت الفكرة وتحمَّست لتطبيقها وفق الرؤية التي رسمتها.. لكن الأمر ليس كذلك لدى بقية فريق العمل في النادي الصيفي! فتحتاج إدارة النادي إلى الاطلاع على خلاصة الدراسة وإقرارها ، ثم عرضها على بقية أعضاء الفريق في جلسات متتابعة ، وإعادة تقويمها بشكل جماعي وسريع.. ومع أن هذه الخطوة تطيل الطريق لكنها مُهِمَّة في نجاح النادي بثوبه الجديد.. لأن المطلوب هو الانطلاق بروح الجماعة لا برؤية النخبة!!.
* الخطوة الرابعة:
وضع دعاية قوية لنادي الهوايات الصيفي، ووضع آلية لتعريف الطلاب أو الطالبات بالفكرة والوظائف (الهوايات) المناسبة لهم.
* الخطوة الخامسة:
تقويم التجربة الجديدة للنادي الصيفي، وتطويره بناء على نتائج التغذية الراجعة.
هذه إطلالة سريعة على خطوات عملية (وآمنة) توصلنا لنادي الهوايات الصيفي.. آملاً من إخواني أن يزودوني بكل ما من شأنه النهوض بأنديتنا الصيفية. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
=======
(*) فكرة نادي الهوايات الصيفي فصّلتها في كتاب (نادي الهوايات الصيفي، إطلالة جديدة في عالم المراكز الصيفية) والذي طبع عام 1427هـ.
نُشر المقال في هذه المدونة بتاريخ 28/ 1/ 2008 م
السلام عليكم أخي الكريم
ردحذفالكتاب جد مهم، وأريد الحصول على نسخة منه للاستفادة منه في مجال عملي بالإشراف على الدورات الصيفية، ولكنه غير متوفر في لبنان، فكيف السبيل إلى ذلك؟ وهل توجد منه نسخة الكترونية ممكن أن تزودونا بها؟ وجزاكم المولى خير الجزاء
مرحبا.. أخي يمكنك التواصل معي على (راسلني)
ردحذف