الدرس التاسع: المضطرب
يتوقع من الطالب بعد الدرس أن يكون قادراً على ما يلي:
1) توضيح مفهوم المضطرب.
2) ذكر حكم المضطرب.
المحتوى:
تعريف المضطرب:
هو الذي اختلف الرواة في سنده، أو متنه، على وجهٍ لا يمكن فيه الجمع ولا الترجيح.
مثال اضطراب السند:
حديث ((شيبتني هودٌ وأخواتها)) لم يرو إلا من طريق أبي إسحاق السَّبِيعي وقد اختلف الرواة عليه في رواية الحديث:فمنهم من رواه عنه عن عكرمة عن أبي بكر ، ومنهم من زاد ابن عباس بعد أبي بكر ، ومنهم من رواه عنه عن أبي جحيفة عن أبي بكر ، ومنهم من رواه عنه عن البراء عن أبي بكر ، ومنهم من رواه عنه عن أبي ميسرة عن أبي بكر ، ومنهم من رواه عنه عن مسروق عن أبي بكر ، ومنهم من رواه عنه عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها عن أبي بكر ، ومنهم من رواه عنه عن علقمة عن أبي بكر ، ومنهم من رواه عنه عن عامر بن سعد البجلي عن أبي بكر ، ومنهم من رواه عنه عن عامر بن سعد عن أبيه عن أبي بكر ، ومنهم من رواه عنه عن مصعب بن سعد عن أبيه عن أبي بكر ، ومنهم من رواه عنه عن أبي الأحوص عن ابن مسعود .
مثال اضطراب المتن:
حديث جابر في وفاء دين أبيه ، وهو مخرّج في الصحيح من عدة طرق وفي متنه تباين لا يتأتى الجمع فيه إلا بتكلّف شديد ، وفي سرد هذه الروايات طول نكتفي بالإشارة إلى بعض مواضعها في صحيح البخاري (في كتاب الاستقراض باب الشفاعة في وضع الدين، وفي كتاب الصلح باب الصلح بين الغرماء، وفي كتاب الوصايا باب قضاء الوصي دين الميت، وفي الصدقات باب أداء الدين.. وفي الهبة باب إذا وهب ديناً.. وفي البيوع باب الكيل على البائع..)
حكم المضطرب:
المضطرب من اقسام الضعيف إلا إذا كان الاضطراب غير مؤثِّر كما في حديث جابر السابق، فيتضح من مجموع الروايات بركة التمر بسبب النبي صلى الله عليه وسلم أما الاختلاف بالتفاصيل فمن تصرف بعض الرواة..
وهنا ينبه إلى صعوبة اتفاق العلماء على حديثٍ أن متنه مضطرب، لأنهم يجمعون بين المتون التي ظاهرها التعارض أو يرجحون بعضها على الآخر.
وهنا ينبه إلى صعوبة اتفاق العلماء على حديثٍ أن متنه مضطرب، لأنهم يجمعون بين المتون التي ظاهرها التعارض أو يرجحون بعضها على الآخر.
تطبيقات:
حديث (الواهبة نفسها) الذي أخرجه البخاري وغيره عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ (مَا لِي فِي النِّسَاءِ مِنْ حَاجَةٍ) فَقَالَ رَجُلٌ زَوِّجْنِيهَا قَالَ (أَعْطِهَا ثَوْبًا) قَالَ لا أَجِدُ قَالَ (أَعْطِهَا وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ) فَاعْتَلَّ لَهُ فَقَالَ (مَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ) قَالَ كَذَا وَكَذَا قَالَ (فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ). هذا الحديث مداره على أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه واختلف الرواة على أبي حازم: فقد رواه عنه مالك وحماد بن زيد وفضل بن سليمان وزائدة بن قدامة وسفيان الثوري كلهم بلفظ (فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا) ورواه سفيان بن عيينة عنه بلفظ (أَنْكَحْتُكَهَا) ورواه عنه يعقوب بن عبدالرحمن بلفظ (فقد مُلِّكْتَهَا) ورواه عنه أبوغسان بلفظ (أَمْكَنَّاكَهَا) ..
السؤال: هذه الاختلافات هل تعتبر اضطراباً؟ وهل تُضعِف الحديث؟
الإجابة:
تعتبر اضطرابا، ولكنها لاتُضعِف الحديث لأنها ليست في صلب المتن، ولها نفس المعنى.
ليست هناك تعليقات:
أسعد بمشاركتك برأي أو سؤال