الدرس السادس: الانقطاع وأنواعه
يتوقع من الطالب بعد الدرس أن يكون قادراً على ما يلي:
1) التفريق بين أنواع الانقطاع.
2) بيان حكم كل نوع.
المحتوى:
اتصال السند شرط من شروط الحديث المقبول ، والسند غير المتصل يسمى “منقطعاً” .. هذا في الإجمال وعند التفصيل يقسِّم العلماء الانقطاع إلى أربعة أقسام:
1) أن يكون الانقطاع في أول السند .. فيسمى “معلقاً” .
2) أن يكون الانقطاع في أثناء السند (وسطه) براوٍ واحد أو أكثر لا على التوالي .. فيسمى “منقطعاً” .
3) أن يكون الانقطاع في أثناء السند باثنين فأكثر على التوالي .. فيسمى “معضلاً” .
4) أن يكون الانقطاع في آخر السند .. فيسمى “مرسلاً” .
المنقطع:
(وهو القسم الثاني من أقسام المنقطع بالمعنى العام)
هو ما سقط من إسناده في أثنائه راوٍ واحد أو أكثر لا على التوالي..
مثاله: ما رواه ابن الصلاح عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن زيد بن يُثَيْع عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين..)) ، فهذا الإسناد فيه انقطاع في موضعين! فعبد الرزاق لم يسمعه من سفيان وإنما سمعه من النعمان بن أبي شيبة عن سفيان ، وسفيان لم يسمعه من أبي إسحاق وإنما سمعه من شريك عن أبي إسحاق .. فهذان راويان سقطا من الإسناد وهما غير متواليان.
حكم المنقطع: غير مقبول.
المعضل:
هو كل سند سقط منه اثنان فأكثر على التوالي..
مثاله: قول مالك: أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لِلْمَمْلُوكِ طَعَامُهُ وَكِسْوَتُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَلا يُكَلَّفُ مِنْ الْعَمَلِ إِلا مَا يُطِيقُ) .. فقد وصله الحاكم بواسطتين بين مالك وأبي هريرة هما: ( محمد بن عجلان عن أبيه).
حكم السند المعضل: غير مقبول.
المعلّق:
هو ما سقط من أول إسناده راوٍ أو أكثر ، ولو إلى آخره .. سمي بالمعلق تشبيهاً بتعليق الجدار.
مثاله: قول البخاري: قال معاوية: لا حكيم إلا ذو تجربة. .
حكم المعلق: غير مقبول إلا في مثل معلَّقات البخاري فقد وجدنا بالاستقراء أن معلقاته التي يرويها بصيغةالجزم صحيحة.
المرسل:
هو ما رواه التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثاله: ما رواه الإمام مَالِك عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ )
حكم المرسل:
اختلف فيه على أقوال من أقواها قول من قال: تقبل مراسيل مَن عُلِم مِن حاله أنه لايرسِلُ إلا عن ثقة كسعيد بن المسيب فإن مراسيله مقبولة عند كثير من أهل العلم ..وكذلك قبول المرسل الذي يشتهر عند أهل العلم شهرة تغني عن إسناده! ..
مثاله ما رواه مالك: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ أَنَّ فِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَنْ (لا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلا طَاهِرٌ) .قال ابن عبدالبر: لا خِلافَ عَنْ مَالِكٍ فِي إِرْسَالِ هَذَا الْحَدِيثِ . وَقَدْ رُوِيَ مُسْنَدًا مِنْ وَجْهٍ صَالِحٍ وَهُوَ كِتَابٌ مَشْهُورٌ عِنْدَ أَهْلِ السِّيَرِ مَعْرُوفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَعْرِفَةً يُسْتَغْنَى بِهَا فِي شُهْرَتِهَا عَنْ الإِسْنَادِ لأَنَّهُ أَشْبَهَ الْمُتَوَاتِرَ لِتَلَقِّي النَّاسِ لَهُ بِالْقَبُولِ , وَلا يَصِحُّ عَلَيْهِمْ تَلَقِّي مَا لا يَصِحُّ . أهـ .
وكذلك قبول المرسل إذا تعددت مخارجه .. أي يروى بمعناه مرسل آخر عن تابعي آخر لم يأخذ من شيخ الأول..أما عامة المراسيل فهي ضعيفة وإن كانت درجتها من أقوى درجات “المنقطع” .
* مراسيل الصحابة:
وهي الأحاديث التي يرويها الصحابة ولم يسمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم فهذه مقبوله لأن الصحابي لا يرسل إلا عن ثقة.
تنبيه: هذه التعريفات غير متفق عليها بشكل كامل فمثلاً من أهل العلم مَن يعبر بالمرسل ويريد به المنقطع. .
تطبيقات:
س/ ماذا يسمى ما رواه تابع التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ج/ يسمى معضلاً ولا يسمى مرسلاً .
س/ إذا سقط من أول الإسناد راويان فهل يسمى معلقا أم معضلا؟
ج/ يسمى معلقاً ولو سقط السند بكامله! . فلو قال الإمام البخاري : قال النبي صلى الله عليه وسلم فهذا نسميه معلقاً .
س/ ما الفرق بين المنقطع بالمعنى العام والمنقطع بالمعنى الخاص؟
ج/ المنقطع لفظ عام يشمل كل أنواع انقطاع السند فيصح أن يعبر عن المرسل بأنه منقطع . . أما عندما يطلب منا التفريق بين المرسل والمنقطع فهنا نحدد المنقطع بأنه ما سقط في وسط إسناده راو أو أكثر لا على التوالي..
ليست هناك تعليقات:
أسعد بمشاركتك برأي أو سؤال